يُعتبر التوحد، أو اضطراب طيف التوحد (ASD)، حالةً تؤثر على النمو العصبي، مُسببةً تحديات في التواصل الاجتماعي، التفاعل، والسلوك. ويتصف أطفال التوحد بمجموعة من سلوكيات طفل التوحد الفريدة التي تتطلب فهماً عميقاً وصبراً من الوالدين والمُحيطين بهم. يُقدم هذا المقال دليلاً شاملاً يسلط الضوء على أهم سلوكيات طفل التوحد مع تقديم نصائح للوالدين للتعامل مع طفل التوحد بشكل فعال وداعم من خلال مناقشة الاقسام التالية:
القسم الأول: صعوبات التواصل
القسم الثاني: السلوكيات المتكررة
القسم الثالث: الحساسية المفرطة
القسم الرابع: الاهتمامات المقيدة
القسم الخامس: صعوبات التفاعل الاجتماعي
القسم السادس: نوبات الغضب
1. صعوبات التواصل
تُعتبر صعوبات التواصل من أبرز سلوكيات طفل التوحد. قد تتراوح هذه الصعوبات بين تأخر الكلام، صعوبة فهم اللغة، وعدم القدرة على استخدام اللغة للتواصل بشكل فعال. قد يستخدم الطفل كلمات أو عبارات محدودة، أو يكرر نفس الكلمات أو العبارات بشكل مُستمر (echolalia). كما قد يواجه الطفل صعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية غير اللفظية، مثل تعبيرات الوجه ونبرة الصوت. بعض الأطفال قد لا يتحدثون إطلاقاً. نصائح للوالدين للتعامل مع طفل التوحد في هذه الحالة تشمل:
-
استخدام لغة بسيطة ومباشرة: تجنب التعبيرات المجازية والكلمات المُعقدة.
-
تكرار الجمل والعبارات المهمة: يساعد التكرار على فهم اللغة وتذكرها.
-
استخدام الوسائل البصرية: الصور، الرموز، والجداول الزمنية يمكن أن تُسهل التواصل.
-
الاستعانة بأخصائي نطق ولغة: لتقييم حالة الطفل ووضع خطة علاجية مُناسبة.
-
الصبر والتفهم: منح الطفل الوقت الكافي للتعبير عن نفسه وعدم مقاطعته.
2. السلوكيات المتكررة
تُعتبر السلوكيات المتكررة، مثل هز الجسم، رفرفة اليدين، اللعب بالأصابع، أو ترتيب الأشياء بطريقة مُحددة، من سلوكيات طفل التوحد الشائعة. يُعتقد أن هذه السلوكيات، التي تُعرف بـ “stereotypy”، تُساعد الطفل على التعامل مع التوتر والقلق وتنظيم مشاعره وتوفير شعور بالراحة والسيطرة. نصائح للوالدين للتعامل مع طفل التوحد في هذه الحالة:
-
تجنب منع السلوك المتكرر بشكل مُفاجئ: قد يُزيد ذلك من توتر الطفل.
-
محاولة فهم وظيفة السلوك المتكرر: هل يُساعد الطفل على التهدئة؟ هل هو وسيلة للتعبير عن شيء ما؟
-
توفير بدائل مناسبة: إذا كان السلوك المتكرر يُعيق الطفل في حياته اليومية، يمكن العمل مع أخصائي سلوك لتوفير بدائل أكثر ملاءمة. مثلاً، إذا كان الطفل يهز جسمه باستمرار، يمكن توجيهه لممارسة نشاط بدني يُخرّج طاقة.
3. الحساسية المفرطة
قد يُعاني أطفال التوحد من حساسية مُفرطة (hypersensitivity) أو مُنخفضة (hyposensitivity) للمُحفزات الحسية، مثل الأصوات، الأضواء، الروائح، اللمس، درجة الحرارة، والألم. قد يُزعجهم صوت المُكنسة الكهربائية مثلاً، أو لا يستجيبون للألم بشكل طبيعي. قد يُظهر الطفل نفوراً من بعض الأطعمة بسبب قوامها أو رائحتها. نصائح للوالدين للتعامل مع طفل التوحد ذوي الحساسية الحسية:
-
فهم أنواع الحساسية الحسية لدى الطفل: هل هي حساسية مُفرطة أم مُنخفضة؟ ولأي نوع من المُحفزات؟
-
تعديل البيئة لتقليل التحفيز الزائد: تخفيف الإضاءة، تقليل الضوضاء، وتوفير مكان هادئ للطفل.
-
العلاج الوظيفي: يمكن أن يُساعد العلاج الوظيفي الطفل على التكيف مع المُحفزات الحسية بشكل أفضل.
-
إعداد الطفل مُسبقاً للتغييرات: إخبار الطفل مُسبقاً بالأصوات أو الأنشطة المُتوقعة يُساعده على الاستعداد لها.
4. الاهتمامات المُقيدة
قد يُظهر أطفال التوحد اهتماماً شديداً بمواضيع مُحددة، ويقضون ساعات طويلة في التعلم عنها. قد يكون هذا الاهتمام مُتعلقاً بموضوع مُعين، مثل القطارات أو الديناصورات، أو قد يكون مُتعلقاً بجمع أشياء مُعينة. هذه الاهتمامات تُعتبر جزءاً من سلوكيات طفل التوحد وقد تُمثل مصدراً للراحة والاستمتاع لهم. نصائح للوالدين للتعامل مع طفل التوحد ذوي الاهتمامات المُقيدة:
-
تشجيع الاهتمامات الإيجابية: استغلال هذه الاهتمامات لتعزيز التعلم والتطور. مثلاً، إذا كان الطفل مهتماً بالقطارات، يُمكن استخدام كتب أو ألعاب القطارات لتعليمه الحروف أو الأرقام.
-
توسيع مدى الاهتمامات: محاولة توجيه الطفل نحو اهتمامات جديدة بشكل تدريجي.
5. صعوبات التفاعل الاجتماعي
قد يجد أطفال التوحد صعوبة في التفاعل مع الآخرين، وقد يبدون غير مهتمين بالتواصل الاجتماعي. قد لا يُبادلون الابتسامات أو النظرات، وقد يجدون صعوبة في فهم قواعد التفاعل الاجتماعي، مثل تبادل الأدوار في الحديث أو فهم مشاعر الآخرين. تُعتبر هذه الصعوبات من أهم سلوكيات طفل التوحد. نصائح للوالدين للتعامل مع طفل التوحد في هذه الحالة:
-
تشجيعهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية: توفير فرص للتفاعل مع الأطفال الآخرين في بيئات مُسيطر عليها.
-
تعليمهم مهارات التفاعل الاجتماعي: ممارسة مهارات مثل التواصل البصري، بدء المحادثات، وتبادل الأدوار في اللعب.
-
اللعب التخيلي: يُساعد اللعب التخيلي على تطوير المهارات الاجتماعية وفهم مشاعر الآخرين.
6. نوبات الغضب
قد يُعاني بعض أطفال التوحد من نوبات غضب شديدة وصعبة السيطرة عليها. قد تحدث هذه النوبات نتيجة للتوتر، الإحباط، صعوبة في التواصل، التغييرات في الروتين، أو الحساسية الحسية. نصائح للوالدين للتعامل مع طفل التوحد في هذه الحالة:
-
محاولة فهم مُسببات نوبات الغضب: تحديد العوامل التي تُؤدي إلى نوبات الغضب يُساعد على تجنبها.
-
توفير استراتيجيات لتهدئة الطفل: تحديد طرق تهدئة الطفل، مثل توفير مكان هادئ أو استخدام أنشطة مُهدئة.
-
طلب الدعم من المختصين: يمكن لأخصائي سلوك مساعدة الوالدين على وضع خطة للتعامل مع نوبات الغضب بشكل فعال.
الخلاصة
فهم سلوكيات طفل التوحد يُعد أساسياً لتقديم الدعم المناسب لهم. باتباع نصائح للوالدين للتعامل مع طفل التوحد المذكورة في هذا المقال، والتعاون مع المختصين، يمكن للآباء مساندة أطفالهم في رحلة التوحد وتمكينهم من عيش حياة أكثر استقلالية وسعادة. تذكروا دائماً أن الصبر، الحب، والفهم هي أهم الأدوات التي يحتاجها الوالدان في رحلة رعاية طفل التوحد. كل طفل مصاب بالتوحد هو فرد فريد، وذو احتياجات خاصة، ولذا من الضروري تكييف هذه النصائح مع احتياجات طفلكم الخاصة.
المصادر
[1] Challenging behaviour: autistic children and teenagers
[2] Autistic Behavior vs Misbehavior
[3] Everything You Need to Know About Autism Syndrome